الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
شهرا ما اطلع الله على قلبي أني أردت الخلاص.قلت: الله حبسني وهو يطلقني وليس لي إلى المخلوقين حاجة.فأخرجت وأدخلت عليه وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة فقال: ما تقول في السجود على كور العمامة؟فقلت: حدثنا خلاد بن يحيى عن عبد الله بن المحرر عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة:أن النبي-صلى الله عليه وسلم- سجد على كور العمامة فقال ابن طاهر: هذا إسناد ضعيف (1) .فقلت: أستعمل هذا حتى يجيء أقوى منه ثم قلت: وعندي أقوى منه:حدثنا يزيد حدثنا شريك عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال:كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يصلي في ثوب واحد يتقي بفضوله حر الأرض وبردها (2) .هذا الدليل على السجود على كور العمامة.ثم قال: ورد كتاب أمير المؤمنين ينهى عن الجدل والخصومات فتقدم إلى أصحابك أن لا يعودوا.فقلت: نعم.ثم خرجت من عنده وهذا كان مقدرا علي (3) .قال أحمد بن سلمة: فقلت له: أخبرني غير واحد أن جل أصحاب الحديث صاروا إلى يحيى بن يحيى فكلموه أن يكتب إلى عبد الله بن طاهر في تخليتك.فقال يحيى: لا أكاتب السلطان وإن كتب على لساني لم أكره حتى يكون خلاصه.فكتب بحضرته على لسانه فلما__________(1) لضعف عبد الله بن المحرر فقد قال عمرو بن علي وأبو حاتم وعلي بن الجنيد والدارقطني: متروك الحديث وضعفه أحمد وابن معين وأبو نعيم الفضل بن دكين والنسائي وأبو حاتم وأبو زرعة وقال البخاري: منكر الحديث.(2) إسناده ضعيف لضعف شريك وحسين بن عبد الله وهو في " المسند " 1 / 256 و303 و320 و354 وروى البخاري 1 / 414 في المساجد: باب السجود على الثوب في شدة الحر ومسلم (620) وأبو داود (660) والترمذي (584) عن أنس بن مالك قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود.(3) في الأصل: مقدر بالرفع.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 203 - مجلد رقم: 12
|